رواية اللص والكلاب
للكاتب والأديب نجيب محفوظ رحمه الله
1)ملخص الأحداث
تبدأ الرواية في عيد الثورة عندما خرج(سعيد مهران) من السجن, وسعيد هذا اسم على غير مسمى, فهو ليس سعيدا على الإطلاق فحياته كلها آلام وضياع. منذ مات والده وهو يحمل على كتفه أعباء السنين, كان والده بواب عمارة الطلبة مات والده فاصبح لزاما على الولد والأم أن يقوما باحتياجاتهما, وتجلّت "شهامة" رؤوف علوان الطالب بكلية الحقوق فسعى أن يعمل سعيد ووالدته في خدمة العمارة بعدما رحل رب الأسرة.
وبدأ سعيد يتحمل المسؤولية في سن مبكرة. ثم مرضت أمه وهلكت بسبب مرضها حيث داهمها نزيف حاد, فطار ابنها إلى أقرب مستشفى. تصور أن المستشفى يمكن أن ينقذها لأنها روح إنسان, لم يكن يعرف أن المستشفيات الكبرى ذات قاعات الاستقبال الفخمة والطبيب الشهير والممرضة الأجنبية سوف تنظر لأمه المريضة نظرة احتقار لأنها ببساطة رثة الثياب واضحة الفقر.
يومها بدأت بذور الغضب والفوضى تعرف طريقها إلى عقله عندما رمى بالمقاعد وأحدث دوياً بالمستشفى, انتقاما لأمه فما لبث أن وجد نفسه مع أمه وحيدين في الشارع بعدما طرده رجال الأمن. وعقب شهر من الحادث ماتت ألام. لكنها قبل أن تموت كان قد تعلم رذيلة جديده بالنسبة له,فقد سرق لأول مرة , طالبا ريفيا من نزلاء عمارة الطلبه, واتهمه الطالب دون تحقيق وانهال عليه ضربا حتى جاء رؤوف علوان وخلصه منه.
2) الشخصيات فى الرواية
سعيد مهران:بطل الرواية وهو الذي يعنيه الكاتب باللص. كان لصاً قبل دخوله السجن بسبب اقترافه جريمة السرقة وهو أيضا يمثل دور الكلب الذي يطارد اللصوص الذين سرقوه. وينقلب اللصوص إلى كلاب يطاردون اللص أو لص المجتمع
ومع الصفحات الأولى في الرواية, يتحكم القدر في مصير البطل, والقدر هنا يتجسد في الظروف الاجتماعية والخونة من أصدقائه الذين تخلوا عن مبادئهم وأفكارهم. لهذا راح سعيد مهران ينظر إلى الحاضر الذي يعشه بنظره مؤلمة, وأصبح يرى كل شيء في المجتمع من خلال نظارة حالكة سوداء, وكان مرجع
هذه الرؤية هؤلاء الذين يعيشون مع البشر, ظاهرهم الشرف وباطنهم العفن, بل جاز لنا القول أنه كان ينظر إلى المجتمع وكأنه لصوص أو كلاب وانعكست هذه الرؤية على ذكريات ماضيه التي اتسمت بالسعادة. بل على "نور" التي بددت عاطفتها نحوه إلى إشفاق. ويحاول المؤلف أن يجعل بطله بريئا من تهمة الإجرام. ويرى أنه ليس لصاً أو كلباً , ويحمّل المجتمع مسؤولية تصرفاته وأفعاله.
وعند الكاتب, أن المجرم لم يخلق إلى الحياة مجرما, لكن ظروف المجتمع هي التي تدفعه دفعا, إلى ارتكاب الجرائم, وهذا ما تجسده لنا فصول الرواية فلو أن البطل كان يمتلك النقود, ما ماتت أمه التي غالى الأطباء في أجر علاجها.